الأربعاء، 12 مايو 2010

Posted by BELAL | File under :
الحمد لله رب العالمين خلق آدم من طين وجعل نسله
من سلالة من ماء مهين ونفخ فيه من روحه وأكرمه على خلقه أمر ملائكته
بالسجود له فحسده على ذلك إبليس اللعين وأصلي وأسلم على محمد المبعوث رحمة
للعالمين .
عباد الله : قص الله علينا خلق آدم عليه السلام وتكريم
الله له وحسد إبليس وطرده من رحمة الله وقص الله علينا عداوة الشيطان لآدم
وذريته إلى يوم الدين ، إبليس أبى أن يسجد لآدم وكان من الكافرين وكان
مصيره الإبعاد عن رحمة الله وأسكن الله تعالى آدم وزوجه الجنة قال تعالى
عن طرد الشيطان : " قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك
من الصاغرين " [ الأعراف : 13 ] ، قال الله تعالى عن إسكان آدم وزوجه
الجنة " ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه
الشجرة فتكونا من الظالمين " ، الشيطان أغوى آدم وزوجه بالأكل من الشجرة
فعصيا أمر الله تعالى واعترفا بمعصيتهما وتابا إلى الله فتاب عليهما .
عباد
الله : أقسم عدو الله إبليس أن يضل الناس ويخرجهم من رحمة الله إلى غضبه
ومن جنته إلى ناره : " قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم
المخلصين " [ ص : 82 - 83 ] ، وبين الله تعالى عداوة الشيطان لآدم وذريته
وأمرنا ربنا بإتخاذه عدواً لأنه يدعو حزبه ليكونوا من أهل النار قال الله
إخباراً عن ذلك : " إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه
ليكونوا من أصحاب السعير " [ فاطر : 6 ] ، علينا معشر المسلمين أن نتخذه
عدواً بعدم طاعته في أمره هو يأمر بالشر وينهى عن الخير ويسعى جاهداً لذلك
الشيطان عدو لنا كما كان لأبوينا يريد إدخالنا في نار الله وعذابه وقد
حذرنا ربنا عز وجل من فتنته : " يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج
أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله
من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون " ، نداء من
رب العزة سبحانه وتعالى مذكراً إيانا بخطأ أبينا آدم ويحذر من طاعة
الشيطان ، عباد الله لقد حمل الشيطان على نفسه إضلال البشر ، إخراج الناس
من النور إلى الظلمات ويعمل على إبعاد الناس عن الصراط المستقيم ليتبعوا
السبل الضالة ، يقول ابن مسعود " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خط خطاً
بيده ثم قال : هذا سبيل الله مستقيماً ، ثم خط خطوطاً يحد يمين ذلك الخط
وعن شماله ثم قال : وهذه السبل ليس منهما سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه
ثم قرأ هذه الآية : " وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل
فتفرق بكم عن سبيله " " ، رواه أحمد . عباد الله من رحمة الله تعالى إنه
يحمي عباده المؤمنين من كيد الشيطان وإغواءه قال سبحانه وتعالى : " إن
عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين " [ الحجر : 40 ] ، إن
السبيل إلى السلامة من كيد الشيطان هو إتباع شرع الله وطاعته وذلك أن نسير
مع كتاب الله سبحانه وتعالى وإن تكون أعمالنا موافقة لأعمال النبي صلى
الله عليه وسلم ، عباد الله إن للشيطان أساليب لإخراج الناس من الإيمان
إلى الكفر ، يأتي إلى كل إنسان من الباب الذي يتوقع منه الضعف فإن كان عند
الإنسان تقصير في طاعة الله أخذ الشيطان يثبطه بالكسل وييسر له فعل
المعاصي ويهون عنده العقوبة ويذكره بعفو الله وقد تكون بداية بداية
الشيطان معه بسيطة ثم يجده يعدها إلى فعل ما هو أكبر فقد ورد في الأثر إن
عابداً إبتلاه الله سبحانه وتعالى بأمانة وكانت امرأة وبدأ الشيطان معه
خطوة خطوه وكان من حرض هذا العابد في بداية الأمر أن يضع الطعام على بابها
ولا يطرق الباب فبدأ الشيطان معه أنه ينبغي عليك أن تطرق الباب حتى تعلم
المرأة أن الطعام موجود فإستجاب له ثم أمره بالنظر إليها ثم الجلوس إليها
حتى وقع عليها وفي نهاية الأمر قال له أنا أخرجك من هذه المصيبة بشرط أن
تسجد لي فلما سجد له قال له : إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين ،
أنظروا عباد الله إلى الذين ابتلوا بفعل الفواحش كيف كانت بدايتهم ، زين
الشيطان لهم النظر إلى الفواحش والصور الساقطة ثم لم يزل ينقلهم من معصية
إلى معصية حتى وقعوا في الفساد وأصبحوا شياطين الإنس ، أسأل الله تعالى أن
يجنبنا فتن الشيطان وإن نلجأ جميعاً إلى هدى الرحمن ونستعيذ بالله من
الشيطان الرجيم إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى الذين على ربهم
يتوكلون ، اللهم اجعلنا من هؤلاء .
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه يغفر لكم .
الحمد
لله الذي حذر الإنسان من طاعة الشيطان وبين له طرق الخير والرشاد واحمده
سبحانه إن جعل لنا سبيلاً إلى طاعته وأصلي وأسلم على محمد وعلى آله
وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
عباد الله : يقول الله
سبحانه وتعالى عن الشيطان : " قال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم
وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم
فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي
إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم " ، قال العلماء
عن هذه الآية إن الشيطان يقف يوم القيامة على منبر من نار فيخطب في أبنائه
الذين ساروا على نهجه حتى يزيدهم عذاباً إلى عذاب وحسرة إلى حسرة تتبرأ
منهم البراءة التامة لا ينقذهم ولا ينقذ نفسه اللهم يا حي يا قيوم أعذنا
من كيد الشيطان يا رب العالمين اللهم لا تجعل للشيطان علينا سبيلا اللهم
وأعصمنا وأخوأننا المسلمين من فتن الشيطان .

وأعلموا عباد الله إنكم
مأمورون بهذا اليوم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إن الله
وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ،
لبيك اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل
إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت
على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ، اللهم أعز
الإسلام والمسلمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين والدين وألف بين قلوب
المسلمين ووحد صفوفهم واجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين اللهم ارحمنا
فإنك بنا راحم ولا تعذبنا فإنك علينا قادر ، اللهم أغفر للمؤمنين
والمؤمنات الاحياء منهم والأموات ، اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ من
شركك والنار ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ،
عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن
الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون . وأقم الصلاة .

0 التعليقات:

إرسال تعليق