الأربعاء، 12 مايو 2010

Posted by BELAL | File under :
وفي الخامس من كانون الأول عام /1945/ قامت خمس طائرات تابعة
للبحرية الأمريكية من قاعدة (فورت لادرديل) في رحلات استطلاعية تدريبية
اعتيادية بوقود يكفيها لآلاف الأميال، كانت الساعة الثانية ظهراً والشمس
ساطعة والرياح الشمالية شرقية معتدلة، وفي الساعة الثالثة والربع بعد
انتهاء التدريبات تلقّى برج المراقبة رسالة غريبة من قائد التشكيل:
«الموقف غير مفهوم، لم نعد نرى طريق الغرب.. كل شيء يبدو معطلاً، لا نعرف
أين نحن وفي أي اتجاه؟» وبعد دقائق تلقّى البرج كلمات جديدة «أحاول أن أجد
القاعدة كأنني فوق كنيسة لكنني لا أستطيع تعيين انخفاضها وجهة البرج»
وأجابه البرج: «طر شمالاً حيث تكون الشمس جهة الشاطئ تصل القاعدة». أجاب:
«طرنا قبل قليل فوق إحدى الجزر الصغيرة ولم نشاهد جزراً أخرى» كان يبدو
أنهم فقدوا اتجاههم تماماً، وصار البرج لا يسمع أحاديث الطيارين بسبب
التشويش ولم يتمكن من إيصال نداءاته إليهم؛ ولكنه كان يتلقى نتفاً من
أحاديثهم فيما بينهم التي دارت حول نفاد الوقود والبوصلات المجنونة.. ‏

أعلنت
حالة الطوارئ في القاعدة وفي نحو الساعة الرابعة بعد الظهر تلقّى البرج
النداء التالي: «لسنا متأكدين أين نحن، نعتقد أن مكاننا يبعد (225)ميلاً
باتجاه الشمال الغربي من القاعدة، قد نكون اجتزنا فلوريدا ونحن فوق خليج
المكسيك..» أخذ الصوت يضعف وكان آخر ما تلقى البرج: «كأن ما نراه هو ماء
أبيض، لقد ضعنا تماماً».. وكانت السفينة (مارتن ماريز) قد انطلقت بطاقم من
ثلاثة عشر شخصاً في إنقاذ الطائرات قبل دقائق من سماع آخر نداءات طاقم
الرحلة، وبعد قليل تلقّى البرج أيضاً رسالة من (مارتن ماريز): «هناك رياح
قوية على ارتفاع ستة آلاف قدم» وكانت تلك آخر الكلمات، حيث اختفت هي
الأخرى ليصبح عدد الطائرات المفقودة ستاً بدلاً من خمس، ولم يكن بالإمكان
وقتذاك البحث عن الطائرات المفقودة بإرسال طائرات أخرى لأن الظلام قد حلّ
رغم أن سفن وزوارق خفر السواحل قد استمرت نشيطة طوال الليل لتبحث عن
المفقودين دون جدوى، ومع تباشير الفجر انطلقت نحو /316/ طائرة من بينها
/76/ طائرة إنقاذ للبحث عن آثار حطام الطائرة المفقودة واشتركت في البحث
مئات من الطائرات الخاصة وزوارق المغامرين ويخوت السباق وعدة غواصات
وثمانية عشر زورقاً للبحرية الأمريكية مسحت /380/ألف ميل في الأطلسي
والبحر الكاريبي وخليج المكسيك والجزر القريبة من فلوريدا، وزادت ساعات
الطيران عن أربعة آلاف ساعة، ولم يتم العثور على شيء ولا حتى أثر صغير أو
خشبة طافية. ‏

_ هل انفجرت الطائرات دفعة واحدة ولم تترك أثراً؟ ‏

_ هل الماء الأبيض يشير للضباب؟ ‏

_
إذا لم تنفجر الطائرات، فلماذا لم تهبط إحداها هبوطاً اضطرارياً والبحر
هادئ والسماء صافية وتجهيز زوارق النجاة لا يستغرق أكثر من دقيقة؟ ‏

ثم ما هو سبب الانفجار، هل هناك تخريب مقصود وممن؟ ‏

أسئلة محيّرة وبعضها غير منطقي ولكنها ترددت عند العديد من الناس في القاعدة وبين المسؤولين في لجان البحث والتقصّي.


_________________

0 التعليقات:

إرسال تعليق