الأربعاء، 12 مايو 2010

Posted by BELAL | File under :
اما ان تكون الاول او تكون الاخير
الهرب وحده لن يكون كافيا فدائما هو هناك
عندما ترى وجهه فاعرف انه يريدك
عندما تجد ما تبقى من جسد احدهم فاعلم انه قد يكون خلفك
فهو
صاحب الوجه الملعون

منذ عشرات السنين كانت تلك البلده الصغيره عامره ليلاَ نهاراً لا تعرف للخوف معنى حتى ظهر هذا الشئ
هجرها معظم اهلها وسكانها
لم يكن طبيعياً انذاك ان تدخل الى فراشك فتجده ملقى عليه جثه او جثتين مشوهتين وممزقتين تماماً
لم يدخل بيتك او يخرج منه احد ولا تعرف لمن تلك الجثه
بات من الطبيعى ان تجد كل نهاراً مثل تلك الاشياء
لم يكن هذا طبيعياً .....
اصبحنا عشرات قليله يحتمى بعضنا ببعض من ذلك الشئ الذى لانعرفه
اصبحنا نقضى الليل فى جماعات داخل بهو هذا القصر الكبيربوسط البلده استعدادا للرحيل.
ولكن ولفتره لم يحدث شيئاً حتى ظننا ان واحداً ممن رحلوا الفاعل
الى ان جاء هذا اليوم
فى مساء ذلك اليوم اجتمعنا وقررنا الا نرحل فما حدث قد انتهى هكذا قال (الدكتور فايز) الذى كان يحظى بحب وتقدير كبير من الجميع
قبل ان تنطلق تلك الصرخه التى قتلت الهدوء من على وجوه الجميع
كانت صرخه قويه من شخصاً لانعرفه بل من شيئاً لا نعرفه
ترددت الصرخه خمس مرات بالتحديد تزرع الفزع والرعب بالقلوب وتحصد السكينه من القلوب دون رحمه
............ : هذا الشئ غير أدمى
هكذا قال (السيد مكرم) بعفويه وبرد فعل متسرع لم نعتده منه فهو هادئ ومتعقل دائماً بحكم عمله كمدير لاحد البنوك
تعلقت
كل الانظار( بالدكتور فايز) عندما قام واقفاً يدير عينيه فى القصر عاليه
وسافله ويمينا ويسارا ثم هوت كلماته كالصواعق على رؤسنا:
دكتور فايز: بالفعل هذا الصوت غير أدمى
كادت العقول ان تذهب من الرؤوس بكلمات الدكتور تلك فهو أكبر أطباء البلده سناً وأكثرهم خبره
وعندها تعالت اصوات تشبه اصوات الفحيح مما جعلنا نقترب من بعضنا حتى التحمنا تماما ككتله من الثلج على قمة الهيمالايا
كنت
اتوقع حينها ان تنقطع الكهرباء او اى شئ من هذا القبيل كما يحدث بافلام
الرعب ولكن شيئاً من هذا لم يحدث فقد اكتفى هذا الشئ بإلقاء تلك الصرخات
من وقت الى اخر مع بعض من هذا الفحيح
لم يكن بايدينا سوى الانتظار حتى الصباح مع علمنا بان نصف حوادث القتل كانت نهاراً
لم
يكن امامنا سوى هذا الخيار فقد تجاوزت الساعه الحادية عشر بقليل والظلام
دامس بالخارج بالاضافه الى سوء الطقس بمثل هذا الوقت من العام
ولا شئ بالخارج سوى تلك المحال المغلقه والبيوت الخاويه كالمقابر
تعالت همهمات الذعر لدى الجميع تدريجياً مع تكرار تلك الاصوات وطالب احدهم (السيد أمجد) ان يتحرى ما يحدث هو و (الضابط هشام)
لم يكن (السيد أمجد) سوى العميد (أمجد حرب) ولم يكن (الضابط هشام) سوى......... أنا
رفض (العميد أمجد) بادئ الامر.
لان ما يحدث ليس عادياً وخصوصاً مع تاكدنا ان ما يحدث قد لا يكون من فعل البشر
زادت
الهمهمات وتعالت الاصوات الغاضبه والتى تطالب (السيد أمجد) بتنفيذ ما
يطلبونه بحكم طبيعة عمله وكاد الامر ان يصل الى الاشتباك بالايدى لولا تلك
الصرخه التى فاقت مثيلاتها من ذى قبل
تعلقت كل الابصار (بالسيد أمجد) وكستها علامات التوسل ان يفعل
كان واضحا على قسمات وجه الفزع رغم محاولاته ان يظهر عكس ذلك.
الا انه نظر متفحصا سلاحه وما بحوزته من ذخيره اضافيه
حينها فقط ادركت انه سيفعل ما طلب منه حاولت ان اهرب بعيدا عن عينيه الا انه باغتنى دون ان يلتفت الى:
(هشام) افحص سلاحك وما بحوزتك من طلقات اضافيه فنحن احق بالموت منهم
هب (الدكتور فايز) واقفاً :
(سيد أمجد) نحن لانعرف ماذا هناك تريث قليلاً
تعالت الهمسات مره اخرى حتى قاطعتها تلك الصرخه المكتومه
والتى كانت بشريه هذه المره
التفت
الجميع نحو مصدرها والذى لم يكن سوى (المهندس رمزى) وقد اسقر ذلك الشئ
المعدنى الشبيه بقرص (السى دى) بين عينيه تاركاً ذلك الخيط السميك من
الدماء يتطاير على الجميع.
تعالت صرخات الرعب من الجميع مع هذا الكم من
الدماء التى افترشت سجادة البهو وتلك الحشرجه من حنجرة (المهندس رمزى)
وارتجافات الموت تهز بجسده
............: كفى
نطقها (السيد أمجد) بعصبيه شديده مع دوى تلك الطلقه الخارجه من مسدسه
ساد الصمت ارجاء المكان لاول مره منذ ما يقارب الثلاث ساعات.
سوف افحص المكان ( هشام) هيا بنا
بدأت الهمسات مره اخرى واصابنى الذهول وانا لا اعرف هل اطيع امره ام ان هذا ليس بوقت تطاع فيه الاوامر
باغتنى ( السيد أمجد) مره اخرى دون ان يلتفت لى:
لا وقت للتردد الان هيا بنا.
صمت قليلا ثم قال دون ان يلتفت كعادته :
ما لى لا اسمع صوت جذب اجزاء سلاحك اتخاف ان تجذبه ام اتى للأجذبها لك
اخرجتنى تلك الكلمات من ذهولى وخوفى فجذبت اجزاء سلاحى فقال (السيد أمجد):
كم يسعدنى هذا الصوت
تقدم ( السيد امجد) بخطوات حذره وانا خلفه رافعين سلاحينا نحو لا شئ
حتى اقتربنا من تلك السلالم الدائريه والتى تقود الى الطابق العلوى فربما وجدنا شيئا ما هناك
صعدنا
بحذر وقطرات العرق تكسوا جباهنا رغم برودة الجو واخذنا نجوب ذلك الممر
الطويل الغرفه تلو الاخرى ببطئ شديد الى ان دخلنا تلك الغرفه ذات الباب
الضخم .
مد (السيد امجد) يده ببطئ نحو الرتاج واخذ يحركه شيئا فشيئا ثم فتح الباب ببطئ بصريره الرفيع المزعج
واطلقت
ليدى العنان وضغط على زر الاضاءه اخذنا نتفحص ذلك الاثاث الضخم حتى انغلق
الباب فجاه وانطلت تلك الصرخات من داخل الغرفه تصم الاذان وبلا وعى اخذت
اطلق النار فى جميع الاتجاهات الى ان قبض ( السيد امجد) على يدى...

تلاشى الصوت الا ان شيئا اخر بدأ فى الظهور
ذلك الوجه القبيح الذى اخذ يرتسم او بالاحرى يتجسد فعليا على الحائط وينتقل من حائط الى آخر
كان وجهاً بشعا يثير الرعب
كان
وجهاً شديد البياض مائل الى الزرقه كث الحواجب تناثر شعرا كثيف على بعض
اجزاء من وجهه دون الاخرى كانت عيناه زرقاوتين احاهما شديدة الجحوظ
واللاخرى غائره للداخل بشده بلا أنف تقريا اما فمه فقد كان كبيراً جدا
تملئه عن آخره اسناناً عريضه جداً يكسوها لون احمر دموى
عريض الذقن مما جعله وجهه مرعباً بشكل لاتتخيله فى اعتى كوابيسك واكثرها رعباً
مما
جعلنى انا و(السيد امجد) نطلق نيراننا بكثافه على كل حائط يتجسد عليه هذا
الوجه وضحكات كئيبه تنبعث من كل مكان بالغرفه حتى اختفى فجأه
الا وانه كما اختفى فجاه ظهر فجأه أيضا ولكن هذه المره لم تكن ككل مره
كنت
كالحالم وانا ارى هذا الوجه يرتسم فجأه على جسد (السيد أمجد) والذى حاول
عيثا ان يبعده عنه ولكن يده كانت كانها تصطدم بشئ كالفولاذ فترتد عنه فى
عنف وانا اطلق النيران بالقرب من جسده حتى لا اصيبه حتى اخذ يصرخ الما
ورعبا والدماء تتفجر من بطنه وهذا الشئ يحاول ان يغوص فيها حتى نجح فى هذا.
نعم نجح فى هذا وفجأه جحظت عينا (السيد امجد) بشكل مرعب ورهيب يدل على افظع انواع الالم والرعب معا وما حدث بعد كان اشد رعباً

لقد اخذت اعضاءه تتطاير تماما فى كل ارجاء الغرفه وكأن شيئا ما قد انفجر بداخله فتتطايرت ذراعيه وكأن سيفا قد اقتلعهما من منبتيهما
وبعدهما راسه الذى ارتطم بالباب بعنف مطلق
أخذت
احدق بذهول بتلك الرأس التى أجثتت عن رقبته بدون سكين اوسيفا او اى شئ
وأنظر الى عيناه ومدى جحوظهما ولسانه وقد تتدلى خارج فمه واطبقت عليه فكاه.
استدرت
الى باقى الجسد وكم اذهلنى ان جسده لا يزال يقف على قدميه ثم اخذ ينشق
طولياً الى نصفيه فاطلق نيران سلاحى نحوه بعنف واخترقت الطلقات ما تبقى من
جسده ولكن دون جدوى فقد فات الاوان.
تراجعت الى الخلف واستندت بظهرى
على الحائط وانا احدق فيما جرى حولى بذهول ولم اعرف كما مر من الوقت وانا
كذلك حتى أخرجتنى من ذهولى تلك الصرخات العديده المتتابعه والتى كنت اميز
الكثير منها وحينها تذكرت من هم بالطابق السفلى جريت مسرعا نحو الباب
وحاولت ان افتحه الا ان شيئاً ما كان يعيقه ولم يكن سوى رأس (السيد امجد)
أبعدتها بقدمى والرعب يتملكنى من مظهرها وكذلك الخوف من ان يحدث لى مثلها
عدوت
مسرعا الى السلم ولكننى توقفت فجاه عند شرفة الطابق العلوى الى تطل على
بهو القصر وأنا أرى العشرات من ذلك الوجه الذى قتل (السيد امجد) تجثو فوق
اشلاء كل من فى بهو القصر.
رأيت الاذرع والسيقان والرؤوس فى كل مكان.

الدماء تسبح فيها الجثث تلطخ الحوائط والنوافذ والاعمده.
وهناك
فوق ما تبقى من رأس (الدكتور فايز) كان احدهم ولا أعلم كيف شعر بى فالتفت
الى وتلك الابتسامه اللعينه الخبيثه تعلو فمه ووجهه الملطخ بالدماء ودن ان
يتحرك او يفعل شيئا .
التفت باقى الوجوه الى والدماء تعلوها ونظرت كلها الى وفجاه اخذت تتطير كلها نحوى.
اقسم انها كانت تتطير بل تسبح فى الهواء كطيف الاشباح
وجهت مسدسى اليهم وانا اتراجع واطلق النيران عليهم كانت الطلقات كلما اخترقت احد الوجوه انفجرت كبالون مطاطى مملوؤه بالدماء
أصبت
الكثير منه لكنها لم تتراجع واخذت تواصل طريقها نحوى مطلقه تلك الصرخات
المرعبه التى يشيب لها الغلمان ظللت اطلق عليها وهى تقترب بأستماته وانا
اتراجع عنها حتى التصقت بتلك النافذه والوجوه تقترب فتراجعت بغته فهويت
على هذا الشئ المعدنى الذى احسست به وهو يخترق ظهرى وبدأت الدنيا تظلم فى
عيناى وتلك الوجوه تقترب ولم اشعر بشيئا بعدها...


فى احد
المبانى الشاهقه الخاصه باحد اللأجهزه الأمنيه السريه بالعاصمه دلف هذا
الشاب الوسيم داخل احد المكاتب حاملا ملفاً ما بيده والتى كان يستقر خلفها
هذا الرجل الذى يدل الشيب بشعره انه تجاوز الخمسين عاما بقليل الا أن هذا
لم يفقده رونقه وحسن هندامه
قام مصافحا هذا الشاب :
.......: مرحبا ايها الرائد ما اخر الاخبار
ناوله الشاب الملف بعد ان صافحه قائلا:
......:
سيادة اللواء هذا هو التحقيق الذى قامت به السلطات بوزارة الداخليه مع
النقيب (هشام) قبل ان يلفط انفاسه الاخيره بلحظات بالمستشفى الجامعى
متأثرا بهذا القضيب المعدنى الذى اخترق ظهره مهتكاً احدى رئتاه
اللواء: أعرف هذا ولكن هل قرأته جيدا
......: نعم سيدى
اللواء: هل صحت توقعاتى
.....: للاسف نعم سيدى
صمت الشاب قليلا ثم أضاف
......: أنها الوجوه مره اخرى
اللواء: تلك الوجوه اللعينه مره اخرى
......: نعم
اللواء: اذا فقد عادت للظهور مره اخرى كنت أظننا ابدناها فى ذلك المعسكر
سكت اللواء قليلا واتجه الى تلك النافذه والقى بقبضته عليها ثم مال براسه واراحها على قبضته ونظر الى الشمس التى اوشكت على المغيب:
اللواء: ليس امامنا اذاً خيار اخر سوى ان يتدخل الجيش ويحيل تلك البلده الى تراب
سكت قليلا ثم اضاف:
اللواء: لابد ان تزول تلك البلده هى الاخرى من على وجه الارض
ثم التفت بغته:
اللواء: ولكن اخبرنى اولاً هل وصل الخبر الى وسائل الاعلام
......: لا يا سيدى لم يحدث
اللواء: احرص على الا يحدث وتأكد ان يحظى الشهيدين بالسيره العطره التى يتسحقانها وأخبر ذويهم أنهم
سكت قليلا ثم اضاف
اللواء: انهم .......انهم استشهدا وهم يطاردان أحدى العصابات وأحرص ايضا ألا يصل خبر أستشهادهما للأعلام
القى الشاب التحيه عليه ثم انصرف
اللواء محدثا نفسه: عصابه سكت قليلاً ثم أضاف
اللواء : عصابه من الوجوه اللعينه
وضرب زجاج النافذه بغضب عارم حتى كاد ان يحطمها
اللواء: سحقا والف سحقا لها

0 التعليقات:

إرسال تعليق